وكانوا اذا لبس عليهم أمر ردوه إلى كهنتهم، وهم الذين لهم ابتاع من الجن يخدمونهم، وكانوا يعولون على عيافة الطير وزجره في حركاتهم ومقاصدهم، وهو أن يعتبر عند قصده بما يراه من الطير تارة باسمه، وتارة بطيرانه يمينا أو شمالا، وتارة بصوته ومقدار ما يصوت، وتارة مسقطه الذي يسقط فيه، وجاءت الشريعة بابطال ذلك.
أما علومهم: فمنها علم الانساب، والعلم بأنواء الكواكب، والترايخ، وتعبير الرؤيا، وكان عندهم علم القيافة، وأكثر ما كان في بني مدلج، وقد تقدمت الاشارة اليه في حرف الميم، وكان لهم معرفة بقص أثر الماشي في الرمل حتى يعلموا إلى اين ذهب، وهو ضرب من القيافة، إلى غير ذلك من العلوم التي درس أكثرها.