ثم قام قيس بن عاصم السعدي فقال: لقد علم هؤلاء انا ارفعهم في المكرمات دعائم، وأثبتهم في النائبات مقاوم، قالوا ولم ذاك يا أخا بني سعد. قال: لأنا ادركهم للثأر، وأمنعهم للجار، واننا لا نتكل اذا حملنا ولا نرام اذا حللنا، ثم قام شاعرهم فقال:
لقد علمت قيس وخندف أننا ... وجل تميم والجميع الذي ترى
بأنا عماد في البرود وأننا ... لنا الشرف الضخم المركب في الندى
أنا ليوث البأس في كل مأزق ... إذا جزلت بيض الجماجم والكلى
فمن ذا ليوم الفخر يعدل عاصماً ... وقيس إذا مرت تعز إلى الفلا
فهيهات قد أعمى الجميع فعالهم ... وقاموا ليوم الفخر مسعاه من سعى
فقال كسرى: حينئذ ليس منهم الا سيد يصلح لموضعه، واسنى حباهم واعظم صلاتهم وأكرم مآبهم.