فيها عيسى ويحيى. ثم إلى الثالثة. فرأى فيها يوسف. ثم إلى الرابعة. فرأى فيها إدريس. ثم إلى الخامسة. فرأى فيها هارون. ثم إلى السادسة. فرأى فيها موسى. فلما جاوزه بكى. فقيل له ما يبكيك؟ قال أبكي أن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. ثم عرج به إلى السماء السابعة. فلقي فيها إبراهيم. ثم إلى سدرة المنتهى. ثم رفع إلى البيت المعمور. فرأى هناك جبريل في صورته له ستمائة جناح. وهو قوله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى - عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}[النجم: ١٣ - ١٤](١) . وكلمه ربه وأعطاه ما أعطاه. وأعطاه الصلاة. فكانت قرة عين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -
فلما أصبح رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - في قومه وأخبرهم اشتد تكذيبهم له وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس. فجلاه اللَّه له حتى عاينه. وجعل يخبرهم به. ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئا. وأخبرهم عن عيرهم التي رآها في مسراه ومرجعه وعن وقت قدومها، وعن البعير الذي يقدمها. فكان كما قال. فلم يزدهم ذلك إلا ثبورا. وأبى الظالمون إلا كفورا.