للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالبيت عراة فإن لم يجد القادم ثيابَ أحمس: طاف في ثيابه وألقاها إذا فرغ. ولم ينتفع بها ولا أحد غيره. فكانت العرب تسميها "اللّقَى" وحملوا على ذلك العرب. فدانت به. أما الرجال: فيطوفون عراة وأما النساء: فتضع المرأة ثيابها كلها إلا درعًا مفرجًا ثم نطوف فيه، فقالت امرأة وهي تطوف (١) .

اليوم يبدو بعضه أو كله ... وما بدا منه فلا أُحِلُّه

فلم يزالوا كذلك حتى جاء الله بالإسلام فأنزل الله {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: ١٩٩] (٢) وأنزل فيما حرموا {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} [الأعراف: ٢٦] إلى قوله {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١] إلى قوله {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٣٢] (٣) .

[حدوث الرجوم وإنذار الكهان بخروج النبي صلى الله عليه وسلم]

وذكر حدوث الرجوم، وإنذار الكهان به صلى الله عليه وسلم ونزول سورة الجن وقصتهم.

ثم ذكر إنذار اليهود، وأنه سبب إسلام الأنصار، وما نزل في ذلك من القرآن. وقصة ابن الهيبان وقوله: " يا معشر يهود، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع؟ " وقوله: " إنما قدمت هذه البلدة أتوكّف خروج نبي قد أظَلَّ زمانه. وهذه البلدة مهاجره " إلى آخرها.


(١) قال السهيلي: هي ضباعة بنت عامر بن صعصعة. ثم من بني سلمة بن قشير. وإنما كانت قريش ابتدعت هذا لتبيع الثياب للحجاج، وتكسب ما تشاء من المال. ثم تغالت حتى عجز الكثير عن الأثمان التي تطلبها قريش. فأمروهم أن يطوفوا عراة.
(٢) من الآية ١٩٩ من سورة البقرة.
(٣) الآيات من ٢٦ إلى ٣٢ من سورة الأعراف.

<<  <   >  >>