للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما بلغوا خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة.

وكان البيت يُكْسَى القباطي. تم كُسيَ البرود، وأول من كساه الديباج: الحجاج بن يوسف.

وأخرجت قريش الحِجْر لقلة نفقتهم. ورفعوا بابها عن الأرض، لئلا يدخلها إلا من أرادوا. وكانوا إذا أرادوا ألا يدخلها أحد لا يريدون دخوله تركوه حتى يبلغ الباب، ثم يرمونه.

فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة: بعثه الله بشيرًا ونذيرًا. وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

[بعض ما كان عليه أهل الجاهلية]

بعض ما كان عليه أهل الجاهلية ونذكر قبل ذلك شيئا من أمور الجاهلية، وما كانت عليه قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال قتادة: ذُكر لنا: أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون. كلهم على الهدى، وعلى شريعة من الحق. ثم اختلفوا بعد ذلك. فبعث الله نوحًا عليه السلام. وكان أول رسول إلى أهل الأرض. قال ابن عباس: في قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} [البقرة: ٢١٣] (١) قال: على الإسلام كلهم. وكان أول ما كادهم به الشيطان: هو تعظيم الصالحين، وذكر اللهُ ذلك في كتابه في قوله: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: ٢٣] (٢) قال ابن عباس: كان هؤلاء قومًا صالحين. فلما ماتوا في شهر: جزع عليهم أقاربهم، فصوروا صورهم.


(١) من الآية ٢١٣ من سورة البقرة.
(٢) آية ٢٣ من سورة نوح.

<<  <   >  >>