للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سيوفكم حتى يحكم اللَّه بينكم وبينه.

قالوا: فما خير العيش بعد أبنائنا ونسائنا؟

قال فانزلوا الليلة. فعسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنوكم فيها لأنها ليلة السبت - لعلنا نصيب منهم غرة. قالوا: لا نفسد سبتنا. وقد علمت ما أصاب من اعتدوا في السبت. قال ما بات رجل منكم - منذ ولدته أمه ليلة من الدهر حازما. ثم نزلوا على حكم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم -. فحكم فيهم سعد بن معاذ فحكم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى النساء والذراري (١) .

وأنزل اللَّه في غزوة الخندق صدر سورة الأحزاب وذكر قصتهم في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} [الأحزاب: ٩]- إلى قوله - {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} [الأحزاب: ٢٧] (٢) . ثم دخلت السنة السادسة.

[صلح الحديبية]

صلح الحديبية وفيها كانت وقعة الحديبية. وعدة الصحابة إذ ذاك ألف وأربعمائة. وهم أهل الشجرة وأهل بيعة الرضوان خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - بهم معتمرا، لا يريد قتالا. فلما كانوا بذي الحليفة قلد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم - الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث عينا من خزاعة يخبره عن قريش. حتى إذا كان قريبا من عسفان أتاه عينه فقالا: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا جموعا، وهم


(١) قصة سعد بن معاذ في بني قريظة أخرجها البخاري ومسلم كما في جامع الأصول.
(٢) الآيات ٩ - ٢٧ من سورة الأحزاب.

<<  <   >  >>