فلما مات مروان تولى بعده ابنه عبد الملك سنة خمس وستين.
ولما تولى تصدى لحرب عبد الله بن الزبير. فجرى بينهما ما يطول ذكره، وآخره أنه وجه لقتال ابن الزبير جيشا عليهم الحجاج بن يوسف الثقفي، فحصره بمكة ثم قتله رضي الله عنه سنة ثلاث وسبعين.
فاجتمع الناس بعده على عبد الملك بن مروان. فلم يزل واليا كذلك إلى سنة ست وثمانين. فمات واستخلف ولده الوليد. فبقي في الخلافة سبع سنين وأشهرا.
وفي أيامه مات أنس بن مالك رضي الله عنه، والحجاج بن يوسف. ثم ولي بعده أخوه سليمان بن عبد الملك. فبقي سنتين وأشهرا.
واستخلف عمر بن عبد العزيز. فبايعه الناس سنة تسع وتسعين في صفر.
فسار رحمه الله سيرة الخلفاء الراشدين. وأحيا السنن وأمات البدع. وبقي في الخلافة رشيدا مهديا سنتين وأشهرا، ومات في رجب سنة إحدى ومائة.
ومات في أيامه ابنه عبد الملك. وكان يشبه أباه رحمهما الله.
ثم تولى بعده يزيد بن عبد الملك. فبقي أربع سنين وشهرا واحدا. وتوفي سنة خمس ومائة.
ثم تولى بعده أخوه هشام بن عبد الملك. فبقي تسعة عشر سنة وأشهرا.