وأَنَّ مَا جَاءَ بَعدَهُ تَساهَلَ في إيرَادِهِ، كمَا هُو الحَالُ بالنِّسبَةِ لأَسمَاءِ العَديدِ مِنَ ... المؤلَّفَاتِ» ا. هـ. فلَيتَهُ التزَمَ بمَا قالَهُ حتَّى لَا يقَعَ في هذَا التسَاهُلِ الذِي رَمَى بِهِ غيرَهُ. ومعلُومٌ أنَّ عُنوَانَ الكِتابِ مِنَ الأُمورِ الّتِي لَا يجُوزُ العَبثُ بِهَا بِالتَّغيِيرِ أَو الحَذفِ؛ لأَنَّهُ يعَبِّر عن ثقَافةِ المؤَلِّفِ.
ويُكرِّرُ المحقِّقُ في مقدِّمتِهِ أنَّ كِتابَ الواسطِيِّ هذَا هُوَ: «أوَّلُ مؤلَّفٍ خُصِّصَ بأكمَلِهِ لفضائِلِ بَيتِ المَقدِسِ»، وقَد ذكَرنَا قَبلُ أَنَّ الوَليدَ بنَ حمَّادٍ الرَّملِيَّ، لَهُ كِتابٌ في فَضائِلِ بَيتِ المَقدِسِ، وَقَد تُوفِّيَ قبلَ الثَّلاثِ مِئةِ، كمَا قَالَ الذَّهبيُّ.
ذَكَرَ في مُقدِّمتِهِ تحتَ عُنوانِ «عَرضٌ لمَضمُونِ الكِتابِ»، فقَالَ (ص: ٨ - ٩): «٢ - أَحادِيثُ ذاتُ علَاقةٍ بِبيتِ المَقدسِ وارِدةٌ في الكُتبِ السِّتةِ الصَّحيحَةِ، كحَدِيثِ شدِّ الرِّحَالِ بشتَّى روايَاتِهِ، وأحَادِيثِ الإِسراءِ والمِعراجِ، وَزِيارَةِ النَّبِيِّ في طَريقِهِ أمَاكنَ مِثلَ: طُورِ سَينَاءَ، وقَبرِ إِبراهِيمَ، وَبَيتِ لَحمٍ (أحَاديثُ رقمُ ٧٣، ٩٨، ٩٩، ١١٧، ١١٩، ١٢٣، ١٥٥، ١٦٤)» ا. هـ. فَهذِهِ الفَقرةُ، علَى قِصَرهَا، اشتَملَت علَى عدّةِ أخطَاءٍ:
أ- قولُهُ: « ... الكتبِ الستَّةِ الصَّحِيحةِ ... »، فإِنَّهُ يَقصِدُ بهَا الصَّحيحَينِ البُخارِيَّ ومسلمًا، وَالسُّننَ الأَربعَةَ أبَا دَاوُدَ وَالنسَائيَّ وَالتِّرمذِيَّ وابنَ ماجَه. ومَعلُومٌ أَنَّ السُّننَ فِيهَا مَا هُو صَحِيحٌ، ومَا هُو حَسنٌ، ومَا هُوَ ضَعيفٌ، وفِيهَا مَا هُو مَوضُوعٌ.
ب- قولُهُ: « ... كحَدِيثِ شدِّ الرِّحالِ بشَتَّى روايَاتِهِ ... »، فرِوايَاتُهُ في هَذَا الكِتَابِ هِيَ بأَرقَامِ (١، ٢، ٣، ٤)، أمَّا الحَديثُ رقمُ (٢)، والَّذِي هُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute