كتاب فضائل البيت المقدس - الواسطي

مقدمة المحقق - الفصل الثالث ترجمة رواة الكتاب - ص: 36

٣ - أبُو الحُسينِ ابنُ الفَرَّاءِ الحنبَليُّ.

«الإمامُ العلَّامَةُ، الفقيهُ القاضِي، أبُو الحُسينِ محمدُ ابنُ القاضِي الكبِيرِ أبِي يَعلَى محمدِ بنِ الحُسينِ بنِ محمدِ بنِ خلفِ بنِ الفَرَّاءِ الحنبليُّ البغداديُّ. وُلِدَ سنةَ إِحدَى وخمسِينَ (١).

وسَمِعَ أبَاهُ، وأبَا جعفرٍ ابنِ المُسلِمَةَ، وأبَا بكرٍ الخطيبَ، وعبدَ الصَّمدِ بنَ المأمونِ، وأبَا المُظَفَّرِ هنَّادًا النَّسَفِيَّ، وأبَا الحُسَينِ ابنَ المُهتَدِي باللهِ، ... وأبَا الحُسَينِ ابنَ النَّقُّورِ، وعِدَّةً. وَأجَازَ لهُ أبُو محمدٍ الجَوهَرِيُّ.

وتَفَقَّهَ بعدَ موتِ أبِيهِ، وبَرَعَ وناظَرَ، ودَرَّسَ وصَنَّفَ. وكَانَ يُبَالغُ في السُّنَّةِ، ويَلهَجُ بالصِّفَةِ (٢). وجَمَعَ طبقاتِ الحَنَابِلَةِ.

حَدَّثَ عنه: السِّلَفِيُّ، وابنُ عساكرَ، وأبُو مُوسَى المَدِينِيُّ، وتَمَّامُ بنُ ... الشَّنَّا، وذَاكِرُ الله الحَربِيُّ، ومُظَفَّرُ بنُ البَريِّ، وعليُّ بنُ عمرَ الواعظُ، ... وعبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عُلَيَّانَ، ومحمدُ بنُ غُنَيمَةَ بنِ القَاقِ، وعِدَّةٌ.

قالَ السِّلَفِيُّ: كانَ أبُو الحُسَينِ مُتَعَصِّبًا في مَذهَبِهِ، وكانَ كثيرًا ما يتكلمُ في الأَشَاعِرَةِ ويُسمِعُهُم، لَا تأخذُهُ في اللهِ لَومَةُ لَائِمٍ. وكانَ دَيِّنًا ثِقَةً ثبتًا، ولَهُ تَصَانِيفُ في مَذهَبِهِ، وسَمِعنَا عَنه.

قالَ ابنُ الجَوزِيِّ: كانَ لهُ بيتٌ في دَارِهِ بِبَابِ دَارِهِ ببَابِ المَرَاتِبِ يبيتُ وحدَهُ (٣)، فعَلِمَ مَن كانَ يَخدُمُه بِأَنَّ لهُ مالًا، فذَبَحُوه ليلًا وأَخَذُوا المَالَ، لَيلَةَ عاشُوراءَ، سنةَ ستٍّ وعشرينَ وخمسِ مِئَةٍ، ثُمَّ وَقَعُوا بِهِم فَقُتِلُوا.

---

(١) أي: وأربع مئة.
(٢) أي: يجهر بإثبات الصفات الواردة في الكتاب والسنة لله - عز وجل -، ولا يؤوّلها كتأويل الأشعرية ومن وافقهم.
(٣) كذا في السير، ولا يستقيم، والصحيح، كما في المنتظم لابن الجوزي (٥/ ١١٩): كان يبيت في داره بباب المراتب وحده.