وسنذكر كل بحر على حدته، وما فيه من الجزائر والآثار والعجائب على الترتيب إن شاء الله تعالى.
أما البحر الأول: من هذا الخليج الشرقي فهو بحر الصين وبحر التبت وبحر الهند والسند، لأنه يمر أولاً بالصين ثم بالتبت ثم بالهند ثم بالسند ثم على جنوب اليمن، وهناك ينتهي إلى باب المندب طولاً فيكون مسافة طوله من مبدئه من المحيط في الشرق إلى باب المندب في الغرب أربعة آلاف فرسخ. يتشعب من هذا البحر الصيني الخليج الأخضر، وهو بحر فارس والأُبلة ومكران، إلى أن ينتهي إلى الأُبلة حيث عبادان، فهناك ينتهي آخره ثم يعطف راجعاً إلى جهة الجنوب فيمر ببلاد البحر واليمامة ويتصل بعمان وأرض الشجر واليمن، وهناك اتصاله بالبحر الهندي، وطول هذا البحر أربعمائة فرسخ وأربعون فرسخاً.
ويتشعب من هذا البحر الصيني أيضاً: خليج القلزم ومبدؤه من باب المندب المتقدم ذكره، حيث انتهى البحر الهندي آنفاً فيمر في جهة الشمال مغرباً قليلاً، فيتصل بغربي اليمن ويمر بتهامة والحجاز إلى مدين وأبلة وفاران. وينتهي إلى مدينة القلزم وإليها ينساب وينعطف راجعاً إلى جهة الجنوب فيمر في بلاد الصعيد إلى حوم الملك، إلى عيذاب، إلى جزيرة سواكن، إلى زيلع في البجعة إلى بلاد الحبشة ويصل بالبحر الهندي، وطول هذا البحر ألف وأربعمائة ميل والله أعلم.
البحر الثاني: الخليج الغربي الآخذ من المحيط الغربي المظلم وهو بحر الغرب والشام والروم ومبدؤه من الإقليم الرابع، ويسمى هناك البحر الزقاق لأن سعته هناك ثمانية عشر ميلاً كالزقاق، وكذلك طول الزقاق أيضاً من طريف إلى الجزيرة