ويسمى البحر الأخضر، وهو شعبة من بحر الهند الأعظم وهو بحر مبارك كثير الخير دائم السلام وطيء الظهر قليل الهيجان بالنسبة إلى غيره.
قال أبو عبد الله الصيني: خص الله بحر فارس بالخيرات الكثيرة والبركات الغزيرة والفوائد والعجائب والطرف والغرائب، منها مغاص الدر الذي يخرج منه الحب الكبير البالغ، وربما وجدت الدرة اليتيمة التي لا قيمة لها. وفي جزائره معادن أنواع اليواقيت والأحجار الملونة النفيسة ومعادن الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والسنباذج والعقيق وأنواع الطيب والأفاويه.
فمن جزائره كيكاووس وفنجاليوس: وهي جزيرة كبيرة بها خلق كثير بيض الألوان عراة الأجسام، الرجال والنساء، وربما استترت النساء بورق الشجر، وطعامهم السمك الطري والنارجيل والموز، وأموالهم الحديد؛ يتعاملون به كتعامل الناس بالذهب والفضة، يتحلون بالذهب ويأتيهم التجار فيأخذون منهم العنبر بالحديد. وذكر أن بهذا البحر جزيرة تسمى: القامس وأنها تغيب بأهلها وجبالها وجهاتها ومساكنها ستة أشهر وتظهر ستة أشهر.
وذكر بعض المسافرين أن البحر هاج عليهم مرة فانتظروا، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية وعليه ثياب خضر ينتقل على متن البحر وهو يقول: سبحان من دبر الأمور، وقدر المقدور، وعلم ما في الصدور، وألجم البحر بقدرته أن يفور، سيروا بين الشمال والشرق حتى تنتهوا إلى جبل الطرق، واسلكوا وسط ذلك فتنجوا إن شاء الله من المهالك. ففعلوا ذلك فسلموا ونجوا وتحققوا أنه الخضر عليه السلام، ووصلوا إلى جزيرة بها خلق طوال الوجوه بأيديهم قضبان الذهب يعتمدون عليها