جزيرة رامي: وهي جزيرة عظيمة طويلة عريضة طيبة التربة معتدلة الهواء أبداً، بها معاقل ومدن وقرى وطولها سبعمائة فرسخ. قال ابن الفقيه: بهذه الجزيرة عجائب كثيرة. منها أناس حفاة عراة، رجال ونساء، على أبدانهم شعور تغطي سوآتهم، ومآكلهم من الثمار، ويستوحشون من الناس وينفرون منهم إلى الغياض، وطول أحدهم أربعة أشبار، وبشعرهم زغب أحمر، وهم لا يلحقون لسرعة جريهم. وبساحل هذه الجزيرة قوم يلحقون المراكب في البحر سباحةً، وهي تجري في تيارها فيبيعونهم العنبر بالحديد، ويحملون الحديد في أفواههم ويرجعون إلى الجزيرة ولا يدرى ما يصنعون به.
وحكى الجهاني: أن بهذه الجزيرة الكركند، وهو حيوان على شكل الحمار إلا أن على رأسه قرناً واحداً وهو منعقف. وفيه منافع كثيرة منها أنه يصنع منه أنصبة لسكاكين الملوك وتحط على المائدة، فإن كان الطعام مسموماً عرق ذلك النصاب واختلج، ويصنع منه حلية للمناطق تبلغ قيمة المنطقة المحلاة بقرن الكركند أربعة آلاف مثقال من الذهب. وأكثر هذه المناطق تعمل ببلاد الصين، وفي رقبة هذا الحيوان اعوجاج كاعوجاج رقبة الجمل أو دونه؛ وبهذه الجزيرة جواميس بغير أذناب؛ وبها شجر الكافور والبقر والخيزران وعرقه دواء من سم الحيات والأفاعي، وبها طيب عطر ومعادن كثيرة.
جزيرة الرخ: وهذا الرخ الذي تعرف به هذه الجزيرة طير عظيم غريب مهول الهيئة حتى قيل إن طول جناحه الواحد نحو عشرة آلاف باع؛ ذكر ذلك