جزيرة سرنديب: وهي جزائرة كثيرة، وفي هذه الجزائر مدن كثيرة، وفيها الجبل الذي أهبط عليه آدم عليه السلام، ويسمى جبل الراهون وعليه أثر قدم آدم عليه السلام؛ وعلى القدم نور لماع يخطف البصر. وأسفل هذا الجبل توجد سائر الأحجار الثمينة النفيسة. ولهذه الجزائر بحر فيه مغاص اللؤلؤ الفاخر ويجلب منها الدر والياقوت والسنباذج والألماس والبلور وجميع أنواع العطر؛ وتسافر المراكب فيها الشهر والشهرين بين غياض ورياض. ولملك هذه الجزائر صنم من الذهب مكلل بالجواهر وليس عند أحد من الملوك ما عنده من الدر والجواهر النفيسة لأن أصنافها كلها في بلاده وجباله، ويحمل إليه الخمس من كل ما يوجد ويستخرج من عراق العجم وفارس، ويقال إن بهذه الجزائر مساكن وقباباً بيضاً تلوح للناس من بعد فإذا قربوا منها تباعدت حتى ييأسوا منها.
وأما عجائب هذا البحر: فمنها ما ذكروا أنه إذا كثرت أمواجه ظهرت أشخاص سود طول كل واحد منهم أربعة أشبار كأنهم أولاد الأحابيش، يصعدون إلى