وجزيرة الشجر: وبها شجر يحمل ثمراً كاللوز في صفته وقدره، يؤكل بقشره وهو أحلى من الشهد ويقوم مقام كل دواء، ومن أكل منه من الرجال والنساء يزداد قوة وشباباً ولا يهرم أبداً ولا يشيب، وإن كان آكله طاعناً في السن وقد ذهبت قوته وابيض شعره عاد في الحال إلى قوة الشباب واسود شعره. وذكر أن بعض الملوك بالهند زرعه في أرضه فأورق ولم يثمر.
وجزيرة الدهلان: وهو شيطان في صورة إنسان راكب على طير يشبه النعامة، يأكل لحوم الناس، إذا طلع أحد من المراكب إلى تلك الجزيرة أخذهم ودفعهم إلى مكان لا خلاص لهم منه وأكلهم واحداً بعد واحد.
وحكي أن مركباً ألجأته الريح إلى تلك الجزيرة، وكانوا قد سمعوا بذلك الشيطان، فلما أتاهم قاتلوه وصبروا على قتاله صبر الكرام، فلما رأى ذلك منهم صاح بهم صيحة سقطوا منها مغشياً عليهم، فجعل يجرهم على وجوههم إلى موضعه المعهود، وكان فيهم رجل صالح فدعا عليه فهلك وعاد إلى موضعه طالباً لما فيه من الأموال والذخائر وأمتعة الناس.
جزيرة الصريف: وهي جزيرة تلوح لأصحاب المراكب فيطلبونها وكلما قربوا منها تباعدت عنهم، وربما أقاموا لذلك أياماً كثيرة فلا يصلون إليها وقيل إن أحداً منهم لم يدخلها قط، إلا أنهم رأوا فيها دواب وأشخاصاً.