مائه في شدة القيظ فإذا هو أبرد من الثلج والبرد، وذلك لشدة جريه وعدم تأثير الشمس فيه.
نهر زمرود: وهو بأصبهان، موصوف باللطافة والعذوبة، يغسل فيه الثوب الخشن فيعود أنعم من الخز والحرير، وهو يخرج من قرية يقال لها ما كان ويعظم بانضمام الماء إليه عند أصبهان ويسقي بساتينها ورساتيقها، ثم يغور في رمل هناك ويظهر بكرمان ويجري وينصب في بحر الهند. ذكروا أنهم أخذوا قصبة وعلموها وأرسلوها في موضع غوران الماء فرجعت بكرمان.
نهر سبحة: وهو نهر بين حصن منصور وبكسوم، لا يتهأ خوضه لأن قراره رمل سيال، وعلى هذا النهر قنطرة وهي إحدى عجائب الدنيا لأنها عقد واحد من الشط إلى الشط مقدار مائتي خطوة من حجر صلد مهندم، طول كل حجر عشرة أذرع. حكي أن عند أهل تلك البلدة بالأرض لوحاً عليه طلسم فإذا انعاب من تلك القنطرة مكان أدلوا ذلك اللوح إلى موضع العيب فينعزل الماء عنه ويحيد فينصلح ذلك الموضع بلا مشقة، ويرفع اللوح فيعود الماء إلى مكانه.
نهر سلق: بإفريقية الغرب، وهو نهر كبير يجري فيه الماء بعد كل ستة أيام يوماً واحداً. وهذا دأبه دائماً. وقيل هو نهر صقلاب.
نهر طبرية: هو نهر عظيم، والماء الذي يجري فيه نصفه بارد ونصفه حار فلا يختلط أحدهما بالآخر، فإذا أخذ من الماء الحار في إناء وضربه الهواء صار بارداً.
نهر العاصي: هو نهر حماه وحمص، مخرجه من قدس ومصبه في البحر بأرض السويدية من أنطاكية. وسمي العاصي لأن أكثر الأنهار هناك تتوجه نحو