وكان المأمون يقول: عين الشام دمشق، وعين الروم قسطنطينية، وعين العراق بغداد، وعين خراسان نيسابور، وعين ما وراء النهر سمرقند. وكان ابن الليث صاحب نيسابور يقول: ألا أقاتل عن بلدة حشيشها البرساس، وحجرها الفيروزج، وترابها طين الأكل الذي لا يوجد مثله في الأرض، ويحمل من زورن نيسابور إلى أدنى الأرض وأقصاها ويتحف به الملوك والسادات.
أما الفيروزج: فلا يكون إلا بنيسابور، وربما بلغ فيمة الفص المثقال والمثقالين وفوق ذلك. وقد جمع الخضرة والنضارى والخاصية، وكونه لم يتغير بالماء الحار. وتبلغ القطعة المتميزة منه مائة دينار. ولما دخل إليها أحمد بن طاهر قال: يا لها من بلدة جليلة، لو لم يكن لها عينان، وكان ينبغي أن تكون مياهها التي في باطن الأرض على ظاهرها، وأن تكون مسالخها التي على ظاهرها في باطنها. وأنشد:
ليس في الأرض مثل نيسابور ... بلد طيب ورب غفور
طوس: من خصائصها الشيح الذي لا يكون إلا بها، والحجر الأبيض الذي يتخذ منه القدور والمقالي والمجامر، وقد يتخذ منه كل ما يتخذ من الزجاج: كالأقداح والكيزان وغيرها. وقيل: قد ألان الله لأهل طوس الحجر كما ألان لداود عليه السلام الحديد.