للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جافة وبطونهم مظلمة وأبصارهم وجلة. قال ابن سلام: الرجال ينظرون إلى النساء والنساء ينظرن إلى الرجال. قال: هيهات يا بن سلام، " لكلّ امرئٍ منهم يَوْمئذٍ شأنٌ يُغْنيه " من شدة هول يوم القيامة. قال صدقت يا محمد.

ثم أمسك ابن سلام عن الكلام، فقال صلى الله عليه وسلم: سل عما شئت ولا تهب. فقال: الحمد لله الذي من علي بالنظر إلى وجهك يا محمد وأهلني لخطابك، فأخبرني إذا كان يوم القيامة أين يحشر الله الخلائق؟ قال: يحشرون إلى بيت المقدس. قال: وكيف ذلك؟ قال: يأمر الله عز وجل ناراً فتحيط بالدنيا وتضرب وجوه الخلائق، فيهربون ويمرون على وجوههم، فيجتمعون إلى بيت المقدس. قال: صدقت يا محمد، فما يصنع الله بالطفل الصغير والشيخ الكبير؟ قال: من كان مؤمناً سارت به الملائكة وانتفضت النار عن وجهه، ومن كان كافراً تلفح وجهه النار حتى يؤتى به إلى بيت المقدس.

قال: صدقت يا محمد، فأخبرني كم تكون يومئذ صفوف الخلائق؟ قال يا بن سلام: مائةً وعشرين صفاً. قال: كم طول كل صف وكم عرضه؟ قال: طوله مسيرة أربعين ألف سنة وعرضه عشرون ألف سنة. قال: صدقت يا محمد، كم صفاً من المؤمنين وكم صفاً من الكافرين؟ قال: المؤمنون ثلاثة صفوف، ومائة وسبعة عشر صفاً للكافرين. قال: يا محمد فما صفة المؤمنين وما صفة الكافرين؟ فقال صلى الله عليه وسلم: أما المؤمنون فغر محجلون من أثر الوضوء والسجود، وأما الكافرون فسود الوجوه، يأتون الصراط. قال: وكم طول الصراط؟ قال: مسيرة ثلاثين ألف سنة. قال: صدقت يا محمد، فأخبرني كيف تمر الخلائق على الصراط؟ فقال: يكسو الله الخلائق نوراً، فأما نور المسلمين والمؤمنين والموحدين فمن نور العرش، ونور

<<  <   >  >>