"فحينئذٍ أشار إلى الفقير الخامل مَن إشارتُهُ الكريمة محمولة بالطاعة على الرؤوس، وسفارته المستقيمة بين الإمام المعظم والسودان الأعظم قد سطرت في التواريخ والطروس، وهو المقر الأشرف العالي المولوي الأميني الناصحي السيِّدي المالكي المخدومي السيفي شاهين المؤيد، مولانا نائب السلطنة الشريفة بالقلعة "الحلبية" المنصورة الجليلة، أعز الله أنصاره، ورفع درجته وأعلى مناره: أن أضع له دائرةً مشتملة على دائرة الأرض، صغيرةً توضح ما اشتملت عليه من الطول
والعرض، والرفع والخفض؟ ظنا منه- أحسن الله إليه- أني أقوم بهذا الصعب الخطير؟ وأنا والله لست بذلك، والفقير في دائرة هذا العالم أحقر حقير. فأنشدت:
إنَّ المقادير إذا ساعدت ... ألحقت العاجزَ بالحازمِ"