بنشابهم نحو السماء فيردها الله عليهم ملطخة بدم، فيقولون: قد فرغنا من أهل السماء، فيرسل الله عليهم النغف في رقابم فيصبحون موتى. ثم يرسل الله عليهم السماء فتجرفهم إلى البحر.
وفي رواية كعب أنهم ينقرون السد بمناقيرهم كل يوم، فيعودون من الغد وقد عاد لما كان، حتى إذا بلغ الأجل المعلوم ألقى الله على لسان أحدهم: إن شاء الله فيخرجون حينئذ. وروي أنهم يلحسون السد. وقيل إن فيهم طائفة، لكل منهم أربعة أعين، عينان في رأسه وعينان في صدره، ومنهم من له رجل واحدة يقفز بها قفزاً، ومنهم من هو ملبس شعراً كالبهائم. ومن طوائفهم طائفة لا تأكل إلا لحوم الناس ولا تشرب إلا الدماء، ولا يموت الواحد منهم حتى يرى لصلبه ألف عين تطرف. وفي التوراة مكتوب: إن يأجوج ومأجوج يخرجون في أيام المسيح، ويقولون: إن بني إسرائيل أصحاب أموال وأوان كثيرة، فيقصدون أورشليم وينتهبون نصفها ويسلم النصف الآخر، ويرسل الله عليهم صيحة فيموتون عن آخرهم. وتصيب بنو إسرائيل من أدوات عسكرهم ما يستغنون به سبع سنين عن الحطب. وهذا المقدار من حديثهم في كتاب زكريا عليه السلام، قيل: ويمكث الناس بعد هلاك يأجوج ومأجوج عشرين سنة يحجون ويعتمرون. والله أعلم.