وهذه قصيدة جامعة لغالب ما تقدم من أحوال يوم القيامة
واسمها قلادة الدر المنثور في ذكر البعث والنشور
الله أعظم مما جال في الفكر ... وحكمه في البرايا حكم مقتدر
مولىً عظيم حكيم واحد صمدٌ ... حيٌّ قديم مريد فاطر الفطر
يا ربّ يا سامع الأصوات صلّ على ... رسولك المجتبى من أطهر البشر
محمد المصطفى الهادي البشير هدى ... كلّ الخلائق بالآيات والسور
وآله والصحاب الكائنين به ... كأنجمٍ حول من يسمو على القمر
أشكو إليك أموراً أنت تعلمها ... فتور عزمي وما فرّطت في عمري
وفرط ميلي إلى الدنيا وقد حسرت ... عن ساعد الغدر في الآصال والبكر
يا رّبنا جد يتوفيق ومغفرة ... وحسن عاقبةٍ في الورد والصدر
قد أصبح الخلق في خوفٍ وفي ذعر ... وزور لهوٍ وهم في أعظم الخطر
وللقيامة أشراط وقد ظهرت ... بعض العلامات، والباقي على الأثر
قلّ الوفاء فلا عهدٌ ولا ذمم ... واستحكم الجهل في البادين والحضر
باعوا لأديانهم بالبخس من سحتٍ ... وأظهروا الفسق بالعدوان والأشر
وجاهروا بالمعاصي وارتضوا بدعاً ... عمّت، فصاحبها يمشي بلا حذر
وطالب الحق بين الناس مستتر ... وصاحب الإفك فيهم غير مستتر
والوزن بالويل والأهواء معتبرٌ ... والوزن بالحقّ فيهم غير معتبر
وقد بدا النقص في الإسلام مشتهراً ... وبدّلت صفوة الخيرات بالكدر