للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والناس في ورده شتّى، فمستبق ... كالبرق والطير، أو كالخيل في النظر

ساعٍ وماشٍ ومخدوش ومعتلق ... ناج، وكم ساقط في النار منتثر

للمؤمنين ورودٌ بعده صدرٌ ... والكافرون لهم وردٌ بلا صدر

فيشفع المصطفى والأنبياء ومن ... يختاره الملك الرحمن في زمر

في كل عاصٍ له نفسٌ مقصّرة ... وقلبه عن سوى الربّ العظيم بري

فأوّل الشّفعا حقاً وآخرهم ... محمدٌ ذو البهاء الطيّب العطر

مقامه ذروة الكرسيّ ثم له ... عقد اللواء بعزٍّ غير منحصر

والحوض يشرب منه المؤمنون غداً ... كالأري يجري على الياقوت والدّرر

ويخلق الله أقواماً قد احترقوا ... كانوا أولي العزة الشنعاء والنجر

والنار مثوىً لأهل الكفر كلهم ... طباقها سبعةٌ مسودّة الحفر

جهنمٌ ولظى والحطم بينهما ... ثم السعير كما الأهوال في سقر

وتحت ذاك جحيمٌ ثم هاويةٌ ... يهوى بها أبداً، سحقاً لمحتقر

في كل باب عقوبات مضاعفة ... وكل واحدة تطوى على النفر

فيها غلاظ شداد من ملائكة ... قلوبهم شدّة أقوى من الحجر

لهم مقامع للتعذيب مرصدةٌ ... وكل كسرٍ لديهم غير منجبر

سوداء مظلمة شعثاء موحشة ... دهماء محرقة لوّاحة البشر

فيها الجحيم مذيبٌ للوجوه مع ال ... أمعاء من شدة الإحراق والشرر

<<  <   >  >>