للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَرَادَ إِنِّي لغريب وقيار كَذَلِك فَتَأمل فِيهَا وَفِي أَمْثَالهَا يظْهر لَك إعجاز الْقُرْآن

٢١ - قَوْله {أَيَّامًا مَعْدُودَة} وَفِي آل عمرَان {أَيَّامًا معدودات} لِأَن الأَصْل فِي الْجمع إِذا كَانَ واحده مذكرا أَن يقْتَصر فِي الْوَصْف على التَّأْنِيث نَحْو قَوْله {سرر مَرْفُوعَة وأكواب مَوْضُوعَة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة} : ١٣ ١٦ وَقد يَأْتِي سرر مرفوعات على تَقْدِير ثَلَاث سرر مَرْفُوعَة وتسع سرر مرفوعات إِلَّا أَنه لَيْسَ بِالْأَصْلِ فجَاء فِي الْبَقَرَة على الأَصْل وَفِي آل عمرَان على الْفَرْع وَقَوله {فِي أَيَّام معدودات} أَي فِي سَاعَات أَيَّام معدودات وَكَذَلِكَ {فِي أَيَّام مَعْلُومَات}

٢٢ - قَوْله {فتمنوا الْمَوْت إِن كُنْتُم صَادِقين} {وَلنْ يَتَمَنَّوْهُ} وَفِي الْجُمُعَة {وَلَا يتمنونه} لِأَن دَعوَاهُم فِي هَذِه السُّورَة بَالِغَة قَاطِعَة وَهِي كَون الْجنَّة {لَهُم} بِصفة الخلوص فَبَالغ فِي الرَّد عَلَيْهِم بلن وَهُوَ أبلغ أَلْفَاظ النَّفْي ودعواهم فِي الْجُمُعَة قَاصِرَة مترددة وَهِي زعمهم

أَنهم أَوْلِيَاء الله فاقتصر على {لَا}

٢٣ - قَوْله {بل أَكْثَرهم لَا يُؤمنُونَ} وَفِي غَيرهَا {لَا يعْقلُونَ} {لَا يعلمُونَ} لأَنهم بَين نَاقض عهد وجاحد حق إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُم عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه وَلم يَأْتِ هَذَانِ المعنيان مَعًا فِي غير هَذِه السُّورَة

<<  <   >  >>