وَأما فِي سُورَة يُونُس فالآيات الَّتِي تقدّمت عطف بَعْضهَا على بعض بِالْفَاءِ وَهُوَ قَوْله {فقد لَبِثت فِيكُم عمرا من قبله أَفلا تعقلون} ثمَّ قَالَ {فَمن أظلم} بِالْفَاءِ وَختم الْآيَة بقوله {المجرمون} أَيْضا مُوَافقَة لما قبلهَا وَهُوَ {كَذَلِك نجزي الْقَوْم الْمُجْرمين} فوصفهم بِأَنَّهُم مجرمون وَقَالَ بعده {ثمَّ جَعَلْنَاكُمْ خلائف فِي الأَرْض من بعدهمْ} فختم الْآيَة بقوله {المجرمون} ليعلم أَن سَبِيل هَؤُلَاءِ سَبِيل من تقدمهم
٩٧ - قَوْله {وَمِنْهُم من يستمع إِلَيْك} وَفِي يُونُس {يَسْتَمِعُون} لِأَن مَا فِي هَذِه السُّورَة نزل فِي أبي سُفْيَان وَالنضْر بن الْحَارِث وَعتبَة وَشَيْبَة وَأُميَّة وَأبي بن خلف فَلم يكثروا كَثْرَة من فِي يُونُس لِأَن المُرَاد بهم فِي يُونُس جَمِيع الْكفَّار فَحمل هَهُنَا مرّة على لفظ من فَوحد لقلتهم وَمرَّة على