ومنها أن الله تعالى قد أشار إلى صحة خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه بقوله:{قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}
فإن من المعلوم بداهة أن داعي المخلفين عن القتال إلى القتال لطلب الإسلام في هذه الوقعة ليس هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ} إلى قوله: {قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد علم من هذه الآية أنهم لا يتبعونه أبدا، فكيف يدعوهم إلى القتال معه؟ فظهر أن هذه الدعوة حدثت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. ولا عليا رضي الله تعالى عنه، لأنه لم يتفق في أيام خلافته قتال لطلب الإسلام، بل لطلب الإمامة ورعاية حقوقها، فلا يكون الداعي للقتال لطلب الإسلام الذي يجب باتباعه الأجر الحسن وبتركه العذاب كما أشار إليه بقوله تعالى:{فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا} إلا أحد الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم. وعلى