الكحالين والجرائحيين مما يأتي ذكره في موضعه، وللمحتسب أن يمتحن الأطباء بما ذكره حنين في كتابه المعروف بمنحة الطبيب فأما محنة الأطباء لجالينوس فلا يكاد واحد يقوم بما شرط عليهم.
وأما الكحالون فيمتحنهم المحتسب بكتاب حنين بن إسحاق، أعني العشر المقالات في العين، فمن وجده فيما امتحنه به عارفا بتشريح العين وعدد طبقاتها السبع، وعدد رطوباتها الثلاث، وعدد أمراضها الثلاثة، وما يتفرع من ذلك من الأمراض، وكان خبيرا بتركيب الأكحال وأمزجة العقاقير أذن له المحتسب بالتصدي لمداواة أعين الناس، وألا ينبغي أن يفرط في شيء من آلات صنعته مثل سنانير السبل والظفرة ومحك الجرب ومباضع الفصد ودرج المكاحل وغير ذلك.
وأما كحالو الطرقات فلا يوثق بأكثرهم، إذ لا دين لهم يصدهم عن التهجم على أعين الناس بالقطع والكحل بغير علم وخبرة بالأمراض والعلل الحادثة، فلا ينبغي لأحد أن يركن إليهم في معالجة عينه ولا يثق بأكحالهم وشيافاتهم، فإن منهم من