وغير ذلك، والضياع بالشام ما يقارب ألف درهم في كل سنة ورتب مصارف المارستان والقبة والمدرسة ومكتب الأيتام. ووكل الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي أمير جندار في وقف ما عينه من المواضع وترتيب أرباب الوظائف وغيرهم، وجعل النظر لنفسه أيام
حياته ثم من بعده لأولاده، ثم من بعدهم لحاكم المسلمين الشافعي فضمن ووقفه كتابا تأريخه يوم الثلاثاء ثالث عشر شهر صفر سنة ٦٨٠هـ ١٢٨١م يونية. ولما تكامل ذلك ركب السلطان وشاهده وجلس بالبيمارستان ومعه الأمراء والقضاة والعلماء وأخبر بعض من شهد السلطان وشهد عليه أنه أستدعى قدحا من الشراب فشربه وقال قد وقفت هذا على مثلي فمن دوني وأوقفه السلطان على الملك والملوك والكبير والصغير والحر والعبد والذكر والأنثى، وجعل لمن يخرج منه من المرضى عند برئه كسوة ومن مات جهزه، وكفن ودفن ورتب فيه الحكماء الطبائعية والكحالين والجرائحية والمجبرين لمعالجة الرُّمد والمرضى والمجرحين والمكسورين من الرجال والنساء، ورتب به الفراشين والفراشات والقومة لخدمة المرضى وإصلاح أماكنهم وتنظيفها وغسل ثيابهم