وذلك أن العرب إذا قالت هذا، فكأن فيه معنى الموالاة، وكان ممنوعاً من الصرف؛ لأنه يجتمع فيه علّتان: إحداهما العَدْل، والأخرى أنه يؤدي عن معنى آخر؛ وذلك إذا قال: جاءني القوم مثنى مثنى كان معدولاً عن اثنين، يؤدي عن معنى: اثنين اثنين. ولما قال هذا الشاعر: أحاد كان معناه: واحد في ستة أم ستة في واحد، فهو معدول عن واحد يؤدي عن معنى واحد، فليس فيه إلا علة واحدة، فلذلك انصرف، كما أن طُوَالاً معدول عن طويل، وهو بمعنى طويل، فهو منصرف.
وأما قولهم: إن العرب لم تجاوز في العَدد رُباع، ادِّعاء منهم؛