للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال مسلم: ما أعلَم كل بيتاً يخلو من سقط، فقال أبو نواس: اذكر شيئاً من ذلك، قال: بل أنشد أنت أيَّ بيت شئت، فأنشده:

ذكر الصَّبُوحَ بِسُحْرَةٍ فارتاحا ... وأملَّه ديكُ الصَّباحِ صِياحاَ

فقال مسلم: قف عند هذا. لم أمله ديك الصباح، وهو يبشِّره بالصَّبوح، وهو الذي ارتاح إليه؟

فقال أبو نواس: فأنشدني أنت، فأنشده:

عاصَى الشبابَ فراحَ غير مفنَّدِ ... وأقام بين عزيمةٍ وتجلُّدِ

فقال أبو نواس: ناقضتَ، ذكرت أنه راح، والرواح لا يكون إلاّ بالانتقال من مكان إلى مكان، ثم قالت: وأقام بين عزيمة وتجلد، فجعلته منتقلاً مقيماً في حال، وهذا منتقض.

قال أبو العباس: وكلا البيتين صحيح، ولكن من طلب عيباً وجده ومن طلب مخرجاً لم يفته.

<<  <   >  >>