للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزعم بعض أهل النظر أن هذا لا يجوز، وأن قوله: يكون مزاجُها بالرفع وعسلا بالنصب، يجعله خبر كان، ويرفع ماء على الاستئناف، كأنه قال: وماء كذلك.

وقال في قوله:

أسكرانُ كان ابن المراغة إذا هجا ... . . . . . . . . . . . . .

النصب في سكران يجعله خبر كان متقدماً، وترفع ابن المراغة تجعله اسمها، وترفع متساكراً على ما قال سيبويه، كأن قال: أم هو متساكر.

وقال في قوله:

. . . . . . . . . . . . . . . . ... أسحرٌ كان طبَّك أم جنونُ

النصب في السحر يجعله خبر كان، ويرفع الطب يجعله اسم كان، ويرفع الجنون على الاستئناف أيضاً، كأنه قال: أم هو جنون.

وقال في قوله:

. . . . . . . . . . . . ... أظبيٌ كان أمَّك أم حمارُ

لم يجعل هاهنا اسم كان نكرة؛ لأن في كان ضمير الظبي والضمير لا يكون إلا معرفة، فهو اسم كان، والأم الخبر، فكأنك جعلت اسمها معرفة وخبرها معرفة، وهذا حسن في الكلام، إذ قلت: كان زيد أخاك وكان أخوك زيداً تجعل أيُّهما شئت اسم كان، إذا كانا معرفتين.

<<  <   >  >>