قوله جل ذكره {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}[٥] كان أبو جعفر لا يجمع بين استفهامين؛: لا يستفهم في {أَإِذَا} ويستفهم في {أَإِنَّا} بهمزة واحدة مطولة. وكذلك يفعل بكل استفهامين يجتمعان في موضع واحد. يستفهم بالثاني ولا يستفهم بالأول في جميع القرآن إلا في سورة الواقعة [آية ٤٧] فإنه يستفهم بالأول ولا يستفهم بالثاني وكذلك في أول الصافات [آية ١٦] قوله {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا} فإنه يستفهم في الأول ولا يستفهم في الثاني. وبعده ثلاثة متوالية نذكرها إن شاء الله تعالى. وأما نافع ويعقوب فإنهما يستفهمان بالأول بهمزة واحدة غير مطولة، ولا يستفهمان بالثاني كل القرآن إلا في سورة النمل والعنكبوت، وسنذكره إن شاء الله تعالى.
وقالون عن نافع، وزيد عن يعقوب يمدان الهمزة مثل أبي جعفر. وورش وإسماعيل لا يمدان كما ذكرنا. وكذلك يعقوب والكسائي مثل نافع يستفهم بالأول إلا أنه يهمز همزتين، ولا يستفهم بالثاني إلا في سورة النمل.
وابن عامر لا يستفهم في {أَإِذَا} كل القرآن مثل أبي جعفر إلا في الواقعة [٤٧] فإنه يستفهم في {أَإِذَا} و {أَإِنَّا} جميعا بهمزتين همزتين