ولا يجمع بين استفهامين إلا في هذه السورة وفي سورة النمل [آية ٦٧]{أَإِذَا} يستفهم بهمزتين {إِنَّنَا} بنونين، وكذلك الكسائي يوافقه في هذا الموضع. وأبو جعفر يستفهم في الثانية في النمل أيضا على أصله.
ويوافقه نافع فيه، فيستفهم بالثاني ولا يستفهم بالأول. ويعقوب يستفهم فيهما جميعا. والكسائي مثل نافع في جميع القرآن يستفهم الأول إلا أنه يهمز همزتين ولا يستفهم الثاني إلا في النمل فإنه فيه مثل ابن عامر، وقد ذكرته.
- وفي العنكبوت [الآيتين ٢٨ و٢٩] قوله {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٨) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} فإن أبا جعفر ونافعا وابن كثير وابن عامر وعاصما برواية حفص، ويعقوب يستفهمون بالثاني ولا يستفهمون بالأول.
وأبو عمرو يستفهم فيهما جميعا وفي جميع أشباههما بهمزة واحدة ممدودة، وعاصم برواية أبي بكر، وحمزة والكسائي وخلف يستفهمون فيهما جميعا بهمزتين همزتين. أما في والصافات قوله تعالى {يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} فإن أبا جعفر يستفهم منها بالثالث.
وقرأ نافع {أَإِنَّكَ} و {أَإِذَا} بالاستفهام فيهما جميعا، بهمزة واحدة غير ممدودة إلا في رواية قالون فإنه يمد الهمزة. {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} بكسر الألف من غير استفهام.
وكذلك الكسائي، إلا أنه يستفهم بهمزتين وابن عامر لا يستفهم الثانية ويستفهم بالأولى والثالثة.