للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمن ردَّها إلى ثلاثة أو إلى اثنين أو إلى وَحْدة النسبة الحُكمية فقد غفل عن فهم مقصوده).

يعني: هذا من باب التنصيص لئلا يقع الوهم وقد وقع؛ لأنه كثيراً ما يقع الحكم على القضيتين بأنهما متنافيتان يعني: بينهما تناقض، ولو تأمل المتأمل لوجد أنهما صادقتان مثلاً، حينئذٍ لمَ وقع هذا الخلل؟ لكونه قد غفل أنَّ التغاير قد يكون بالفعل وقد يكون بالقوة. فإذا كان كذلك فلا بد من التنصيص.

قال هنا: (ولا يتحقق ذلك إلا بعد اتفاقهما في ثمان وحدات) إذاً: الثمان هنا ليس له مفهوم، بل قد تزيد على ذلك وقد تنقص عن ذلك.

(في ثمان وحداتٍ).

قال: (فِي المَوْضُوعِ).

(إذ لو اختلفتا فيه نحو: زيدٌ) الموضوع يعني: أن يكون موضوع إحدى القضيتين بعينِه موضوع القضية الثانية، وإلا لو اختلفتا ما صار تناقض.

(فِي المَوْضُوعِ) بأن يكون موضوع إحداهما موضوع الأخرى بعينه.

(إذ لو اختلفتا فيه) في الموضوع (نحو: زيدٌ قائمٌ، بكرٌ ليس بقائم لم تتناقضا؛ لجواز صدقهما معاً أو كذبهما) لأن المحكوم عليه لم يتحد، من أين حصل التناقض؟ لا تناقض.

إذاً: لا بد من اتحاد الموضوع.

(فِي المَوْضُوعِ).

قال العطار: (أعم من أن يكون هذا الاتفاق في اللفظ والمعنى، أو بحسب المعنى فقط. وحينئذٍ فزيدٌ إنسان مناقِضٌ لزيدٍ ليس بشراً).

يعني: المترادف هنا له دورٌ أم لا؟ له دور كما هو، لا يُنظر إلى كون هذا اللفظ مغاير للفظ لا، اتحدا في المعنى؛ إذ المقصود المعاني.

فإذا قيل: الإنسان ناطق، البشر ناطق. فحينئذٍ الإنسان ناطق البشر ليس بناطق متناقضتان؟ متناقضتان، طيب. هذا بشر وهذا إنسان، نقول: عينُه. والاختلاف هنا لا أثر له البتة.

(أعم من أن يكون هذا الاتفاق في اللفظ والمعنى، أو بحسب المعنى فقط. وحينئذٍ فزيدٌ إنسان مناقضٌ لزيدٍ ليس بشراً، والإنسان ناطقٌ مناقض للبشر ليس بناطق. وكذا يقال في بقية الوحدات).

يعني: المراد مصدق اللفظ، قد يقع ترادف بين المحمولات أو بين الموضوعات، هذا الترادف لا يؤثر، تغايُر اللفظ فقط دون المعنى لا تأثير له، بل يحصل التناقض. وهذا يفيدك في مسائل شرعية.

قال: (وَالمَحْمُول) (بأن يكون محمول إحداهما عين محمول الأخرى.

إذ لو اختلفتا فيه) يعني: في المحمول (نحو: زيدٌ كاتب وزيدٌ ليس بشاعر لم تتناقضا؛ لاحتمال صدقهما وكذبهما).

(وَالزَّمَانِ) (بأن يكون زمان نسبة إحداهما عين زمان نسبة الأخرى؛ إذ لو اختلفتا فيه) في الزمان (نحو: زيدٌ نائمٌ زيدٌ ليس بنائم) زيدٌ نائم أي: ليلاً، زيدٌ ليس بنائم أي: نهاراً (لم تتناقضا) لا بد من اتحاد الزمن.

(وَالمَكانِ) (إذ لو اختلفتا في المكان بأن يكون مكان نسبة إحداهما هو مكان نسبة الأخرى؛ إذ لو اختلفتا فيه) في المكان (نحو: زيدٌ قائمٌ أي: في الدار، زيدٌ ليس بقائم أي: في السوق لم تتناقضا).

(وَالْإِضَافَة) (أي: النسبة المتوقفة على شيئين بأن يكون نسبة إحداهما عين نسبة الأخرى؛ إذ لو اختلفتا فيها نحو: زيدٌ أبٌ زيدٌ ليس بأب) زيدٌ أبٌ أي: لعمروٍ، زيدٌ ليس بأبٍ أي: لبكرٍ (لم تتناقضا).

(وَالْقُوَةِ وَالْفِعْلِ) يعني: في القوة والفعل لا يُعد بواحدٍ، وإنما يقال: في القوة. هذه وحدة، وفي الفعل هذه وحدة أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>