قال: (وَفي الشَّرْطِ) (إذ لو اختلفتا فيه) في الشرط (نحو: الجسم مفرق للبصر أي: بشرط كونه أبيض، الجسم ليس بمفرقٍ للبصر أي: بشرط كونه أسود. لم تتناقضا).
يعني: أن يكون كل جملة مقرونة بشرطٍ، إما أن يكون الشرط منصوصاً عليه أو مفهوماً من خارج.
فإذا اختلفتا باعتبار توقفها على الشرط واختلف الشرط، حينئذٍ لا تناقض بينهما.
(إذ لو اختلفتا فيه) يعني: في الشرط، حينئذٍ (لم تتناقضا).
(نحو: الجسم مفرِقٌ للبصر) مفرقٌ للبصر أي: مُضعِفٌ له.
هكذا قيل في القاموس: وهو مفرق الجسم كمُحسِن قليلُ اللحم، أو سمين ضدٌ وتفرَّق تفرُّقاً ضدُّ تَجمَّع كافترقا.
إذاً: يُحمل على ماذا؟ مفرِقٌ للبصر يعني: مضعفٌ له. ولا نقول: مقلِّلٌ، ما يقال في البصر أنه قليل وإنما يقال: ضعيف.
هكذا قيل في بعض الحواشي أنَّ مُفرِق هنا بمعنى مُضعِف.
(الجسم مفرِقٌ للبصر. واعتُرض على هذا التمثيل ونحوه بأن القضيتين المهملتين لا تناقض بينهما كالجزئيتين؛ لصحة صدقِهما، وإن انتفت الوحدات الثمانية، أجيب بأن المراد بيان المادة -مادة المثال- مع مراعاة شرط الاختلاف في الكم).
يعني: نؤوله بما مر. بأن أل عهدية.
قال هنا: (ورد المتأخرون هذه الوحدات إلى وحدتي: الموضوع والمحمول).
الشرح هذا من ميزاته: أنه يقارن بين المتقدمين والمتأخرين كثيراً، هذه قد لا تجدها، يقارن بين المتقدمين والمتأخرين كثيراً وهذا يدل على ضبط الفن، وأن الكتاب هذا جيد.
ولذلك إذا أردت أن تستوعب كثيراً من المسائل، هنا كثير مر معنا المسائل التي وقع فيها نزاع بين المتقدمين والمتأخرين يعرِّج عليها ويبيِّن.
قال هنا: (ورد المتأخرون هذه الوحدات –الثمان- إلى وحدتي: الموضوع والمحمول) فقط، لماذا؟ ليس جهلاً أو تجاهلاً للبقية لا، وإنما من باب تقليل العدد، فأدخلوا بعضها في بعض فجعلوها محصورة في اثنين؛ لا أنه يُتخلى عنها لا، يشترطون الزمن والقوة والفعل والشرط والجزء والكل.
لكن قالوا: بعضها يدخل تحت بعض، فلا نحتاج إلى أن نقول ثمانية نقول: هما اثنان وبعضها يدخل تحت الموضوع، وبعضها يدخل تحت المحمول.
قال هنا: (ورد المتأخرون هذه الوحدات إلى وحدتي الموضوع والمحمول؛ لاستلزامهما البقية.
أي: لأن وحدة المحمول تستلزم وحدة الزمن، أو الزمان والمكان والقوة، أو الفعل والإضافة؛ لأن النوم ليلاً غير النوم نهاراً، والنوم في البيت غير النوم في المسجد، والمسكر بالقوة غير المسكر بالفعل، وأُبوَّة زيد غير أبوَّة عمرو.
واستلزام وحدة الموضوع وحدة الشرط والكل أو الجزء؛ لأن الجسم بشرط كونه أبيض غير الجسم بشرط كونه أسود، والكل غير الجزء.
وهذا المذهب -بردِّها إلى اثنين- هو الذي اختاره الفخر الرازي) كما نص على ذلك العطار.
(وقيل: الفخر ردها إلى ثلاثة) قيل: أن هذا المذهب المشهور مذهب الرازي، ورد الثمان إلى وحدتي الموضوع والمحمول.
(وقيل: ردها إلى ثلاث: وحدة الموضوع والمحمول وزاد الزمان.
وجعل وحدة الشرط والكل والجزء داخلتين في وحدة الموضوع.
وجعل وحدة المكان والقوة والفعل والإضافة داخلة في وحدة المحمول.
وأُلزم الفخر رجوع وحدة الزمان أيضاً إلى المحمول كالمكان؛ إذ هما متلازمان.