قال هنا: (لأن التصديق لا يقتضي وقوعَ الصدق؛ لأن المراد أنه متى فُرض صدق الأصل لزمه فرضُ صدقِ عكسِه، سواءٌ كانا صادقين في الواقع أم لا).
(وعبارتُه قاصرةٌ على الحملية) يعني: عكسُهما (لتعبيره بالموضوع والمحمول.
فلو قال: وهو أن يُصَيَّرَ الأول ثانياً والثاني أولاً لكان أولى؛ لتناوله الشرطيات).
(وهو) أي: العكس.
(أن يُصَيِّرَ الأول ثانياً، والثاني أولاً) والأول المراد به الطرف الأول الشامل للموضوع في الحملية والمقدَّم في الشرطية.
(والثاني) أي: الطرف الثاني، الصادق في المحمول في الحملية والتالي أو تالي الشرطية.
(لتناولِه الشرطيات) أي: تناوله حد العكس الشرطيات، دخل فيها المنفصلات والاتفاقيات؛ لأنه أطلق، وإن كان المشهور أن المنفصلات لا عُكوس لها.
ولذا قال العطار: (دخل فيها المنفصلات والاتفاقيات.
أما المنفصلات فصرَّح الرازي في شرح الشمسية بانعكاسها؛ لأن الحكم في نحو: إما أن يكو العدد زوجاً وإما أن يكون فرداً، بمعاندة الزوجية للفردية.
وفي عكسِه بمعاندة الفردية للزوجية) لكن ما الفائدة؟ ليس فيه فائدة.
ولذلك الجمهور على أنها لا انعكاس لها؛ لأنها لا فائدة فيها، وإلا يقولون بأنها تنعكس.
(وردَّه السعد بأن المراد: جُعل له تأثيرٌ في المعنى؛ لأن عامة مباحثهم بالنظر إلى المعقولات دون الملفوظات .. ) إلى آخر كلامه.
قال هنا: (واعلم أن العكس يُطلق كثيراً على القضية) أي: القضية المستعملة في العلوم الطبيعية، حينئذٍ لا عكس لها؛ إذ لا يقال في عكس الحيوان جنس: الجنس حيوان، فظهر أن أل في القضية عهدية.
إذاً: (اعلم أن العكس يُطلق كثيراً على القضية) يعني: القضية المستعملة في العلوم؛ احترازاً عن الطبيعية.
(يُطلق كثيراً على القضية الحاصلة بتبديل الموضوع بالمحمول، وعكسِه) أي: كما يُطلق على التصيير والتبديل الذي هو فعلُ الفاعل حقيقة، كما قلنا فيما سبق.
تُطلق ذاتُ قضيةٍ فيها تبديل، أو التبديل نفسُه .. يُطلق على فعل الفاعل التبديل، وعلى القضية نفسها.
قال هنا: (على القضية الحاصلة بتبديل الموضوع بالمحمول وعكسِه، وأن المراد بهما الموضوع والمحمول).
(بهما) ما هما؟
قال: (بتبديل الموضوع بالمحمول وعكسه، وأن المراد بهما) أي: الموضوع والمحمول (في الذكرِ. أعني وصْفَهما العنواني)
(وصفهما) أي: لفظهما.
(العُنْواني) بضمٍ فسكون أي: المنسوب لعنوان مصدر عنون إذا عبَّر يعني: من عنوَن الشيء بكذا عبَّر به عنه مثلاً.
فإذا قيل مثلاً: كل إنسانٍ حيوان، عندنا وصفٌ عُنواني هنا وهو لفظ إنسان. يعني: لفظ الموضوع يسمى وصفاً ويسمى عنواناً.
العنوان من أسماء الموضوع، ومن أوصاف الموضوع. حينئذٍ تقول: الموضوع والعنوان يعني: اللفظ، هذا المراد به.
(وأن المراد بهما في الذكر أعني وصفَهَما العنواني. فلا يرِدُ).
قال هنا: (إذا عبَّر بنسبة المتعلَّق بالفتح لمتعلِّق بالكسر أي: المُعنْوَن به عنه).