ولم يكونا قد رزقا بمولود ذكر أو أنثى وأسرع ابن الخطاب - رضي الله عنه - إلى دار ابنته ليطمئن على خنيس، ولكن سبق السيف العذل ولم تفلح عقاقير الأطباء ولا معالجتهم في شفائه فقضي مأسوفًا على سبابه. وترملت حفصة رضي الله عنها وهي في سن مبكرة إذ كانت لا تعدو العشرين ربيعًا من عمرها وانطوت حفصة على نفسها حزينة بائسة صابرة محتسبة فقيدها الغالي عند الله تعالى وفي رحمة سبحانه وأسلمت أمرها للبارئ عز وجل يقدر من أمر أيامها ويفعل ما يشاء.
[أحزان عمر]
لقد تألم عمر - رضي الله عنه - كثيرًا لفقدان خنيس وترملت حفصة، فكان يزورها ويواسيها ويحاول أن يخفف عنها ما تعانيه ثم يخرج من عندها وفي عينيه دمعة وفي قلبه حسرة وفي حلقه غصة وفي ذات يوم .. وقد بلغ الحزن مداه في نفسه، التقى في الطريق بعثمان بن عفان الذي كان قد فقد زوجته رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتشجع وعرض عليه الزواج من حفصة فقال عثمان: مالي في النساء حاجة ... !
لم يقلها عثمان بجفوة أو غلظة ولكن بإحساس مرارة الزوج الحزين الذي لا يزال يعيش جو حبه لزوجته الحبيبة ثم لقي عمر أبا بكر فعرض عليه نفس العرض، الزواج من حفصة فسكت ولم يجب .. !
فغضب عمر كثيرًا وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثورة بادية على محياه حمرة الأسى تتقد في عينيه وحين استمع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرف