ما به قال له: «يزوج الله تعالى عثمًان خيرًا من حفصة ويزوج حفصة خيرًا من عثمان فهدأ بعض غضبه - رضي الله عنه - وإن لم يدرك أبعاد هذه الكلمات وخرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل في قلبه بعض الطمأنينة.
[خير من عثمان]
الباب يقرع: إنه باب دار عمر بن الخطاب. والقارع: هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والطلب: هو زواجه عليه الصلاة والسلام من حفصة!
ولقد كانت فرحة عمر أعظم من أن توصف وأكبر من أن يخطها قلم .. ! لقد أصبح سيد المرسلين وخاتم النبيين زوجًا لحفصة الأرملة الحزينة تلك التي عرضها والدها على اثنين من أخلص أصحابه وأصفى مقربيه فرفض أحدهما وسكت الآخر.
[حديث عمر]
ويحدثنا الفاروق عمر - رضي الله عنه - عن تلك الواقعة فيقول: أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة فقال: سأنظر في أمري، فمكثت ليالي ثم لقيني فقال: قد بدا لي لا أتزوج يومي هذا، فلقيت أبا بكر. فقلت: إن شئت زوجتك حفصة فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئًا فكنت عليه أوجد مني على عثمان.
فمكثت ليالي ثم خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر فقال لعلك وجدت عليَّ حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئًا! ؟ فقلت: نعم فقال أبو بكر: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك