روت حفصة رضي الله عنها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمانة الناقل وحفظ الواعي كثيرًا من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتعلق بالأحكام والسلوك.
وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين كأخيها عبد الله بن عمر وابنه حمزة وحارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن صفوان والحسيب بن رافع وسوار الخزاعي وغيرهم.
فأسهمت رضي الله عنها بما حفظت ووعت وفقهت وعلمت في إثراء العلوم الدينية العظيمة من علوم الشريعة المحمدية.
[إكرام النبي - صلى الله عليه وسلم - لحفصة]
سبق لنا القول بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يسهم بين أزواجه حين يخرج لغزو أو قتال وكانت حفصة ذات مرة من أصحاب السهم فخرجت معه - صلى الله عليه وسلم - كانت تقوم في خيمتها وخبائها فإذا ما أسفرت المعركة عن وجهها وانجلى غبارها شمرت حفصة عن ساعديها وخاضت بين الجرحى تسقي العطاش وتداوي المكلومين وتخفف من ألم المصابين وتضمد جراح المعذبين .. وفي تلك الغزوة نفلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تذكر لنا روايات التاريخ ثمانين وسقًا من القمح وهذا إكرام من النبي - صلى الله عليه وسلم - واعتراف منه بفضل وجهد السيدة المصون حفصة أم المؤمنين.