فيما عرضت إلا أنني قد كنت علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذكرها فما كنت لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو تركها رسول الله قبلتها ولما تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة بنت عمر - رضي الله عنه - كان خيرًأ من أبي بكر ولما تزوج عثمان من أم كلثوم بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت خيرًا من حفصة.
[حفصة من نسائه - صلى الله عليه وسلم - في الجنة]
أقامت حفصة رضي الله عنها في بيت النبوة فأدت قسطه وحقه من الإخلاص والوفاء والسمع والطاعة والتقوى والعبادة.
لكنها رضي الله عنها كانت بحكم تركيبها الأنثوي شأنها شأن النساء عامة تتأثر بعوامل الغيرة فلم يخل صدرها وقلبها من ضغط هذا العامل لقد تزعمت هي وعائشة رضي الله عنهما حزب المطالبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أدى إلى غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقاطعته أزواجه شهرًا كاملاً وانتشر خبر ذلك وظن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد طلق حفصة لأنها أغضبته فجاءها معاتبًا بقسوة وشدة وأغلظ لها القول حتى بكت وانتحبت.
ولكن ظهر فيما بعد أن هذا الأمر لم يكن إلا خاطرًا مر في ذهن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن جبريل - عليه السلام - قد جاءه قائلاً: لا تطلق حفصة فإنها صؤوم قؤوم وإنها من نسائك في الجنة.
وعلى ذكر الصؤوم القؤوم .. فإن حفصة رضي الله عنها اشتهرت شهرة ذائعة بأنها كانت قليلا ما تفطر تقوم أكثر الليل للصلاة والدعاء والذكر والاستغفار.