ذهب كعب - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -. وعرض عليه أن يتنازل عن كل ماله شكرًا للَّه فطلب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدخر جزءا من ماله.
[أبو لبابه يعتصم بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -]
طلب يهود خيبر الصحابي الكبير أبا لبابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - فأرسله لهم فسألوه وهم يبكون ماذا يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بهم فأشار بيده إلى رقبته. يعني رقابهم.
وعلم الرجل أنه قد خان أمانة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبسط سارية المسجد، وكانوا يفكونه للصلاة وللحاجة حتى نزل فيه قرآن يبشره
بالتوبة وهو أبو لبابه بن المنذر ولحق معه عشرة
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٠٢)}.
المسلمون يجتمعون في المساجد خمس مرات كل يوم. وفي مسجد {عمرو بن العاص) كان يصلي الجمعة أربعون ألفا مع الشيخ محمد الغزالي وكان يطلب مني - رحمه الله - أن أمنع طلاب جامعة القاهرة عن جامع عمرو بن العاص، رحمة بهم من الزحام
مجتمع سلام. يسمعون فيه كلمة الله. يدخلون فيه الصلاة بكلمة (الله أكبر) ويخرجون منها بالسلام.
طلب منه وزير الداخلية أن يدعو لرئيس مات فقال: اللهم ارحمه بقدر ما خدم الإسلام، اللهم ارحمه بقدر ما كرَّم العلماء، الله ارحمه بقدر ما أعطى لشعبه من حريات.
وكان يصلي معي بجامع البُنِّيَّة ببغداد سبعة آلاف من كل العراق شيعة وسنة، قال لي مسؤل الأمن ببغداد سوف نمرُّ على بيوت الشباب في الليل فيحسن أن
تنبههم في خطبة الجمعة سرًّا.
هذا مستحيل. فخطبتُ الجمعة ولم أذكر شيئا - وفي الصلاة قرأتُ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ}. قرأت {أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ} عدة مرات بالمقام العراقي قرأتها بالمقام البياتي والرصد، والنهاوند، والمقام الحجازي
فَهِمَ الشباب من تكرار الآية ما أريد أن أقول، وقالوا لإخوانهم الشيخ يحذركم من هجوم الأمن على بيوتكم.
صلاة الجمعة اجتماع وسلام، والاعتكاف في المساجد في رمضان اعتكاف وسلام
ويوم الحج الأكبر اعتكاف وسلام.
وسلام على كل من يعتكف بالسلام.
وفي عصرنا اعتصموا لماذا؟