شغلت القصة القرآنية في موضوع بنى إسرائيل مساحة واسعة. وتكرر الحديث عنها يكمل بعضه بعضاً ويفسره. لأن تقديم لقطة واحدة لصورة معينة يصعب تكاملها. والذي يشغلني هو المشهد الأخير من القصة لأنه هو الذي يبقى طويلا في الذاكرة.
وآخر مشهد لبنى إسرائيل هو التيه في الأرض أربعين سنة كما جاء في سورة المائدة. وهذا آخر مشهد {قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}
وأسدل الستار على قصة بنى إسرائيل وهم في التيه. لتبقى صورتهم إلى يوم القيامة وهم في التيه.
وتبقى ملكة سبأ في أذهان المسلمين وهي مسلمة لله رب العالمين. وتبقى صورة امرأة العزيز وهي تعلن {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣)}
وإلى يوم القيامة يقف سيدنا إبراهيم يؤذن في الناس بالحج وهو آخر ما نزل من القصة القرآنية