للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرحم ... وتغذية الجنين ... وعلى هذا فإن تقسيم الكرة الجرثومية إلى خلايا خارجية

غير مخلَّقَة وخلايا داخلية مخلَّقَة أمر لا يناقض القول لأن السياق يدل على أن مخلَّقَة

وغير مخلَّقَة هي من صفة المضغة .. لأن الآية تحتمل هذه الأوجه جميعا.

وهناك وجه قوي أشار إليه الأستاذ الدكتور عزيز عبد العليم رئيس قسم

وأستاذ جراحة الأطفال في جامعة طنطا عندما تفضل بزيارتي ومناقشتي في هذه النقطة

من كتاب خلق الإنسان ... وهو أن المخاطبين بهذه الآية هم عموم

الناس جميعا، وأن مخلَّقَة وغير مخلَّقَة تتحدّث عن خلايا غير متميزة

undifferentiated cells

فهي مخلَّقَة .. وعلى ذلك فإن مخلَّقَة وغير مخلَّقَة فهي

صفة للمضغة وما بعد المضغة حتى نهاية العمر .. وهو وجه مستساغ ودليله من علم

الطب قائم ولا يمنعه مفهوم الآية بل يؤيده.

ويقول الدكتور ليزلي أرى في كتابة Developmental Anatomy،

( الطبعة السابعة صفحة ٢٦) وفى الجنين تتمايز الخلايا على حسب برامج زمنية مختلفة .. فمنها ما

يتمايز (يتخلق) بسرعة ويسير في طريقه حثيثاً إلى نهايته المحدّدة المرسومة له (المقدرة) .. ومنها ما يسير ببطء في هذا التمايز .. ومنها ما يتوقف بعد المسير ثم يواصل سير التمايز، وتبقى مجموعة من هذه الخلايا غير متميز إلى آخر العمر .. وتشكل بذلك الاحتياطي الذي يمكن أن يطلب في أي لحظة ..

وفى كتاب مع الطب في القرآن للدكاترة عد الحميد دياب وأحمد قرقوز:

فطور المضغة يمرّ إذًا بمرحلتين ... المرحلة الأولى حيث لم يتشكل أي عضو أو أي جهاز وأسميناها مرحلة المضغة غير المخلَّقَة، والمرحلة الثانية حيث تم فيها تمييز الأجهزة المخلَّقَة وأسميناها مرحلة المضغة المخلَّقَة. وهكذا يتضح جليا إعجاز القرآن الكريم في وصفه لطور المضغة بقوله (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)

وقد اعتبر المؤلفان أن مرحلة المضغة تبدأ من الأسبوع الثالث وتكون في هذه

المرحلة غير مميزة حتى نهاية الأسبوع الرابع ... ويبدأ التمايز في بداية الأسبوع

الخامس وهو ما يؤدي إلى ظهور الأعضاء والأجهزة ... ولذلك يكون قبل مرحلة

<<  <   >  >>