فالكلام من قوله تعالى " قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ "
هو آخر ما نزل في قصة أمرأة العزيز.لتبعث يوم القيامة إماماً للتائبات. لقد غيرها الإيمان بيوسف، وزاد قربها من الحق أنه لم يذكر مرادوتها له عندما أرسل للملك ليسأل. وذكر مراودة بقية النساء الآتي قطعن أيديهن " قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠) " ٥٠ يوسف
حفظت له رغبته في سترها. أما نساء المدينة فشهادتهن بلغة الدبلوماسية المعاصرة. فعندما سألهن الملك: قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء " ولم يذكرن مراودة امرأة العزيز له مع أنها أعلنت هذا صراحة في خطبتها عندما فضحها نساء المدينة " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٣٠).
فشهادة النسوة " قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ " وهذا سكوت عن موقفها، وإخفاء أيضا لما علمن به من موقف يوسف وعفافه، لأن عدم علمهن عنه السوء ليس علماً بالعدم.
لذلك لم تقبل هي شهادتهن، وأعلنت الحق في المشهد الأخير من قصتها