ولم يقدم سليمان اسمه على اسم الله، كما يتوهم بعضهم من قوله " إنه من سليمان " ولكنه عنوان المرسل. أو هو كلامها، ثم قرأت ما فيها " وإنه بسم الله الرحمن الرحيم .. " فالتقدّم واقع في القراءة وليس في الكتابة.
* ثم دفعها عقلها الكبير إلى محاولة امتحان سليمان هل يريد بدعوته توسيع ملكه أم يريد هداية الناس؟ " وإني مرسلة إليهم بهدية " لامتحان مقصده، " فناظرة بم يرجع المرسلون " فالمرسلون من عندها ليسوا جماعة من الحمالين ولكنهم نخبة من المخابرات يجيدون تفسير ما تقع عليه عيونهم. من جيش، ونظام دولة، وحسن سياسة أمة.
وما زالت الدولة الحديثة تراعي هذه المعاني في البعثات الدبلوماسية التي ترسلها في كل بلاد الدنيا. " وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ".
عاد المرسلون وقد اطلعوا على جيش لم تشهد الدنيا مثله
" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ "
" يوزعون " دليل على النظام والتماسك.
ولم يذكر هنا الخيل اكتفاء بذكرها في سورة " ص " إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ".
والسبق الحضاري في فنون المعادن لوالده داوود - عليهما السلام - {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠) أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} - دروعاً سابغات
{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}
* والذي لم يتكرر في هذا الجيش أن الريح تحمل قائد الجيش إلى رحلات.
" وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ " سورة سبأ ١٢.
وفجّر له ربّه مما تحت الأرض مادة النحاس " وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ " ليجمع الحديد والنحاس.
* وسخر له عمالة من الجن تعمل له ما يشاء بأذن ربّه " ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير " سورة سبأ.
* نقل الجنود الذين أرسلتهم - جنود المخابرات - هذه الحقائق التي تزيد على الخيال. جعلها تقرر الذهاب طائعة إلى سليمان.