للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والولاية الخاصة: أن يتولى الله العبد بعنايته وتوفيقه وهدايته، وهذه خاصة بالمؤمنين، قال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات)، وقال: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون).

- كيف تُنال ولاية الله: ولاية الله لا تنال إلا بالعبودية.

قال ابن القيم: من أراد السعادة الأبدية فليلازم عتبة العبودية، ولا تنال الولاية إلا بطاعة الله.

- مقتضيات ولاية الله:

١ - اتخاذ الله سبحانه وتعالى حكماً: قال تعالى: (أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَماً)، لا يمكن أن أتخذ غير الله حكماً يحكم في الأمور.

٢ - إفراد الله بالنسك: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ) فالذي يشرك مع الله في العبادة ليس يوالي الله عز وجل مطلقاً، إذ كيف يشرك معه وهو يواليه.

٣ - تولية الله في جميع الشئون والأحوال: إذا كانت ولايتك لله صحيحة فلا بد أن تتمسك بدين الله، وتترك ما أحدث الناس في الدين من البدع.

٤ - محبة أحباب الله: أن تحب أحباب الله أن تحب أولياء الله سبحانه وتعالى، وتعادي من عادى الله، ومن أبغض الله.

٥ - تحمل الأذى في سبيل الله: لأن هذه الولاية ستكلفك أشياء عظيمة؛ قد تكلفك حياتك قد تكلفك مالك وابتعادك عن أرضك.

٦ - عدم اتخاذ أعداء الله أولياء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)،وهناك كثير من المسلمين اليوم يسارعون في موالاة الكفار ومصادقتهم وعقد الأحلاف للنصرة فكيف يجتمعان في قلب عبد؟

- احذر كل الحذر: قال بعض السلف: لا تكن وليا لله في العلانية وعدوه في السر.

<<  <   >  >>