- إن موقف عمر رضي الله عنه يعد في ميزان كثير من الناس من إلقاء النفس في التهلكة، وتعرضاً للهزيمة المؤكدة، لكن عمر كان يعلم أن النصر من عند الله تعالى، ولأن قلبه معلق بالله تعالى لم يتعود إلا سؤال الله والتعلق به وحده مع بذل الأسباب المستطاعة، ولم يغفل في تلك اللحظة الحرجة حين جاءه الكتاب عن الحقيقة التي تربى عليها، وتذكر أن الله تعالى فوق كل شيء، وأنه على كل شيء قدير فقال ما قال بثقة كاملة وإيمان راسخ.
- الهمة العالية:
- هي التي تجعل العبد بقدميه على الأرض وروحه وقلبه معلق بالله تعالى
- هي التي تجعل العبد معلقاً بالله سبحانه وتعالى في كل شيء، فلا يخشى إلا الله، ولا يرجو إلا الله، ولا يذلّ إلا لله، ولا يسأل إلا الله، ولا يستعين إلا بالله، كل أمره معلق بالله، والناس وقوى الدنيا كلها لا يلتفت إليها، ولا يكترث بها، ولا تنال من عزمه ويقينه وتصميمه وإيمانه.
- وفي الحديث ( .... واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف).
- والله ما من عبد يتعلق بالله فيخيب في تعلقه أبداً، وما من إنسان يلهمه الله أن يدعوه في كربة إلا كان موفقاً مجاب الدعوة.