للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله بالضم وصنيع الله عندك والصناعة ككتابة حرفة الصانع وعمله الصنعة وعبارة المحشي صنيعي أي ما صنعته والذي حققه الراغب وغيره أن الصنيع هو إجادة العمل والصنيع يكون مصدرا كالصنع وقيده المصنف فيما يأتي بالقبيح فكان الأولى تعبيره بالصنع بغير ياء دفعا للإبهام وإن قال غيره أنه يقال مطلقا ومقيدا. قلت المصنف بعد أن قال وصنع به صنيعا قبيحا قال وصنيع الله عندك وهو إشارة إلى أنه يستعمل مطلقا ومقيدا وإنما نشأ معناه في القبيح من اقترانه بحرف الجر كما تقول فعل به ما يكره وسعى به إلى السلطان وقول المصنف والشيء صنعا بالفتح والضم عمله عندي أن المفتوح مصدر والمضموم اسم مصدر كالغسل والغسل وقول المحشي أي ما صنعته إشارة إلى أن الصنيع هنا فعيل بمعنى مفعول وهو الذي أذهب إليه. قوله مشتملا على فرائد أثيرة قال الشارح أعني الإمام محمد مرتضى أثيرة أي جليلة لها أثره وخصوصية تمتاز منها أو أن هذه الفرائد متلقاة من قرن بعد قرن قلت عبارة المصنف في أثر الأثيرة الدابة العظيمة الثر بحافرها في الأرض فقيده بالدابة وإذا كان لابد من التأويل فالأولى تفسير الأثيرة هنا بالمأثورة أو المروية. قوله ومن أحسن ما اختص به هذا الكتاب تخليصه الواو من الياء وذلك قسم يسم المصنفين بالعي والإعياء قال المحشي قد نازعه في ذلك المحققون وصرحوا بأنه تقدمه بذلك جماعة وأقول أنه تقدمه في تمييز ذلك وبيانه أمام المحراب اللغوي وخطيب المنبر الصرفي وهو الجوهري في صحاحه فقد نبه على ذلك في أول باب المعتل وجاء منه بأمثلة والتزم بيانه في كل بناء يكون فيه اشتباه فأين هذا التخصيص بالتخليص وهو أشار ووقعت له الاشتباهات وغيره جاء في ذلك بالتصريح والتنصيص اه قلت الحق أحق بأن يتبع ولا ينكر الفضل إلا من للهوى خضع وللغواية اتبع أن الجوهري وإن كان قد راعى تخليص الواو من الياء في الأبواب إلا أنه لم يراع ذلك في باب المعتل بخلاف المصنف فإنه راعاه في هذا الباب إلا ما ندر لكنه استفاد ذلك من المحكم وقصر عنه في أبواب كثيرة ثم أن المصنف لم يذكر التصنيف في مادته بهذا المعنى الذي أراد هنا فإنه قال وصنفه تصنيفا جعله أصنافا وميز بعضها عن بعض وهو أصل المعنى لكنه خص في العرف بتصنيف الكتب فلا يطلق المصنف على التاجر الذي يميز ما عنده من أصناف الحرير والصوف فكان عليه أن يذكر ذلك في محله كما ذكر في الشعر أنه غلب على منظوم القول لشرفه بالوزن والقافية وإن كان كل علم شعرا وكقوله أيضا في الفقه أنه العلم بالشيء والفهم له والفطنة وغلب على علم الدين لشرفه وعبارة الأساس وصنف الأشياء جعلها صنوفا وميز بعضها من بعض ومنه تصنيف الكتاب. وقوله ومن بديع اختصاره وحسن ترصيع تقصاره قال الإمام المناوي الترصيع التركيب على وجه يورث الزينة والتحلية يقال سيف مرصع أي محلى بالجواهر ونحوها قال الزمخشري رصع التاج حلاه بكواكب

<<  <   >  >>