[النقد الثالث والعشرون:{في خطأ صاحب القاموس وتحريفه وتصحيفه ومخالفته لائمة اللغة}]
اعلم ان معظم هذا النقد والذي يليه مأخوذ مما علفه علامة عصره المرحوم المبرور الشيخ نصر الهورينى على هامش القاموس المطبوع بمصر واكثره من كلام الشارح ومنه ما نقلته انا من كلام المحشى او انتقشته من عندى واشرت اليه بلفظة قلت وما كان من المحشى نبهت عليه ايضا ولكن لم انبه دائما على ما نقل من كلام الشارح وانما اكتفيت بوضع فاصل بين كلامه وكلام المصنف وقد اعدت فيه بعض ما كنت ذكرته في المقدمة وفي غيرها عمدا لا سهوا فلا ملام فجزى الله الشيخ المشار اليه خير الجزآء فكم له في اللغة من تحقيقات شرح الصدور بيقينها وتدقيقات وضح النور بتلقينها وجزى المحشى والشارح ورحمهما اوسع رحمة فانهما خدما العلم اتم خدمة وارشدا الطلبة الى طريق الحق وذلك في علم اللغة اوجب واحق فانها اساس لجميع العلوم الدينية والدنيوية ووسيلة لسائر الفنون الادبية والمدنية وقد اقتصرت في هذا النقد على الالفاظ اللغوية دون اسمآء الاماكن والاعلام
{باب الهمزة}
قال المصنف في أكأ أكأ كمنع استوثق من غريمه بالشهود ابو زيد اكاء اكاءة (وفي نسخة مصر أكأ) كاجابة واكآء اذا اراد امرا ففاجأته على تئفة ذلك فهابك ورجع عنه. قال المحشى الصواب في اكآء ان يذكره في فصل الكاف كما فعل الجوهري لان الهمزة الاولى زائدة للتعدية والثقل كهمزة اقام واطاع بشهادة نصه حيث مثله باجابة فالهمزة في اوله زائدة وهي من جوب كما لا يخفى وقد اعاده المصنف في محله ايضا وما اخاله ذكره هنا الا غفلة. قلت لم اجد اكآءه في الصحاح وانما ذكر كئت عن الامر (وفي نسخة مصر على الامر) اذا هبته وجبنت والمصنف ذكر هذا المعنى في فصل الكاف وزاد اكآءه وهي احسن من قوله تولا اكاء من دون ضمير وقوله اولا اكأ استوثق من غريمه بالشهود الاولى عندي ان يقال اكأ من غريمه استوثق منه بالشهود ومعنى الاستيثاق في وكى القرية. الايئة كالهيئة لفظا ومعنى قلت عبارة الشارح حكاء الكسائى عن بعض العرب كذا نقله الصغانى والمشهور عند اهل التصريف ان هذه الاهمزة الاولى ابدلت من الهاء لانه كثر في كلامهم فعلى هذا