عبرًا من باب قتل وعبورًا قطعته إلى الجانب الآخر ومثلها عبارة العباب وقوله النهر أحسن من قول للمصنف الوادي والجوهري ابتدأ بالعبرة اسم من الاعتبار إلى أن قال بعد خمسة عشر يطرًا وعبرت النهر وغيره أعبره عبرًا عن يعقوب وعبورًا وعبرت الرؤيا أعبرها عبارة فسرتها فقد أحسن الجوهري في أنه قدم عبور النهر على عبر الرؤيا إلا أنه لم يفسره ولم يبتدئ به، وهذا البحث تقدم في أول الكتاب،
• ومن ذلك قوله في أول مادة حبر الحبر بالكسر النقس وموضعه المحبرة بالفتح لا بالكسر وغلط الجوهري إلى أن قال والأث وأثر النعمة والحسن والوشى بالتحريك الأثر كالحبار والحبار وقد حبر جاده ضرب فبقي أثره الخ، وحقه أن يبتدئ بالأثر لأن العرب عرفته قبل أن تعرف الحبر الذي بمعنى المداد،
• ومن ذلك قوله في أول مادة عرض العروض مكة والمدينة حرسهما الله تعالى وما حولهما والجوهري ابتدأ هذه المادة بقوله عرض له أمر كذا يعرض أي ظهر وصاحب المصباح بقوله عرض الشيء بالضم عرضًا وزان عنب وعراضة بالفتح اتسع عرضه وعبارة الجوهري أصح من عبارة المصباح من وجهين أحدهما: أن الفعل المضموم العين يكون بعد الفعل المفتوحها الثاني أن معنى العرض مأخوذ من معنى الظهور فتأمله،
• ومن ذلك قوله في أول خمر الخمر ما أسكر من عصير العنب أو عام كالخمرة وقد يذكر والعموم أصح لأنها حرمت وما بالمدينة خمر عنب وما كان شرابهم إلا البسر والتمر سميت خمرة لأنها تخمر العقل وتستره أو لأنها تركت واختمرت أو لأنها تخامر العقل أي تخالطه والعنب والستر والكتم كالأخمار الخ، فهو قد أقر بأنها سميت خمرًا لأنها تخمر العقل أي تستره فكان عليه أن يبتدئ بالفعل ويقول وبمصدره سمي الشراب الذي يتخذ من العنب وكان حقه أيضًا ان يقول الخمر ما أسكر من عصير العنب مؤنث وقد يذكر أو عام، والعموم أصح وقوله وما كان شرابهم إلا البسر والتمر حقه من عصير البر والتمر كما لا يخفى وقوله أو لأنها تخامر العقل أي تخالطه هو عين معنى الستر والتغطية وقوله والعنب ليس في الصحاح وكأنه مأخوذ من قوله تعالى:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}[يوسف: ٣٦]، وفي الكشاف يعني عنبًا تسمية للعنب بما يؤول إليه وقيل الخمر بلغه عمان اسم للعنب وفي قراءة ابن مسعود أعصر عنبًا، وعبارة الجوهري كعبارة المصنف في أنه ابتدأ المادة بالخمرة والخمر وصاحب المصباح ابتدأ بخمار المرأة وهو أقرب إلى أصل المعنى، وكثيرًا ما يبتدئ المادة باسم الفاعل أو المفعول أو بغيرهما كقوله في جاد يجود الجيد ككيس ضد الردئ ج جياد وجيادات وجيائد وجاد يجود جودة وجودة صا جيدًا، مع أنه قال في باب الباء طاب يطيب طابًا وطيبة وتطيابًا لذ وزكا إلى أن قال بعد عشرة أسطر والطيب الحلال إذ كان حقه أن يقول طاب الشيء لذ وزكا وجل فهو طيب،