لو قال ذلك، أما قوله وقد يخفف فقد أنكره المحشى لكن الشارح رد عليه، ونص عبارته نقله الصغاني عن ابن الأنباري وأنشد المفصل:
(وقد علم الأقوم أن ليس فوقه ... رب غير من يعطي الحظوظ ويرزق)
كذا في لسان العرب وغيره من الأمهات، قال فقول شيخنا هذا التخفيف مما كثر فيه الاضطراب إلى أن قال فإن هذا التعبير غير معتاد ولا معروف بين اللغويين ولا مصطلح عليه بين الصرفيين محل نظر،
• في خضر واختضرت الكلأ إذا جززته وهو أخضر منه، قيل للرجل إذا مات شابًا غضًا قد اختضر والمصنف عكس هذا الترتيب فقال واختضر بالضم أخذ طريًا غضًا، والشاب مات فتيا ثم قال بعد أربعة عشر سطرًا واختضر الكلأ جزه وهو أخضر وشتان ما بين العبارتين،
• في أرض عبارة المصنف الأرض مؤنثة اسم جنس أو جمع بلا واحد، ولم يسمع أرضه ج أرضات وأروض وأرضون وأراض والأراضي غير قياسي، وعبارة الجوهري الأرض مؤنثة وهي اسم جنس، وكان حق الواحدة منها أن يقال أرضة ولكنهم لم يقولوا والجمع أرضات لأنهم قد يجمعون المؤنث الذي ليس فيه هاء التأنيث بالألف والتاء، كقولهم عروشات، ثم قالوا أرضون فجمعوا بالواو والنون، والمؤنث لا يجمع بالواو والنون إلا أن يكون منقوصًا كثبة وظبة، ولكنهم جعلوا الواو والنون عوضًا عن حذفهم الألف والتاء، وتركوا فتحة الراء على حالها، وربما سكنت، وقد تجمع على أروض، وزعم ابن الخطاب أنهم يقولون أرض وأراض مثل أهل وأهال والأراضي أيضًا على غير قياس كأنهم جمعوا أراضا،
• في أمس عبارة المصنف أمس مثلثة الآخر مبنية اليوم الذي قبل يومك بليلة يبنى معرفة ويعرب معرفة، فإذا دخلها ال فمعرب وسمع رأيته أمس منومًا وهي شاذة، وعبارة الجوهري أمس اسم حرك آخره لالتقاء الساكنين، واختلفت العرب فيه فأكثرهم يبنيه على الكسر معرفة، ومنهم من يعربه معرفة، وكلهم يعربه إذا أدخل عليه الألف واللام أو صيره نكرة، وإضافة تقول مضى الأمس المبارك ومضى أمسنا وكل غد صائر أمسًا، وقال سيبويه قد جاء في ضرورة الشعر مذ أمس بالفتح وأنشد (لقد رأيت عجبًا مذ أمسًا)(البيت) قال ولا يصغر أمس كما لا يصغر غدًا والبارحة، وكيف وأين ومتى وأي وما وعند وأسماء الشهور والأيام غير الجمعة،
• ومما فاته أيضًا من الفوائد التي تعني اللغوي قول الجوهري في عصا العصا مؤنثة وفي المثل العصا من العصية أي بعض الأمر من بعض يقال عصا وعصوان والجمع عصى وعصي وهو فعول وإنما كسرت العين إتباعًا لما بعدها من الكسرة وهذه عصاي أتوكأ عليها، قال الفراء أول لحن سمع بالعراق هذه عصاني، وقولهم لا ترفع عصاك عن أهلك يراد به الأدب، وعاصاه مثل عصاه والعصا اسم