للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكاه صاحب اللسان وغيره. دكنكص نهر بالهند قاله ابن عباد وقال ابن عزيز دكنكوص وكأنه وهم لان الصاد ليس في لغة غير العرب واصطلحوا على ان يقولوا للمائة صد الى التسعمائة اه. وهو وهم فان الصاد توجد في كثير من اللغات الشرقيه وتعرف في اللغة السريانية بلفظ صودي بدون اشباع ومعناها خاو او خال وقد مر في النقد التاسع عن ابن دريد ان الصاد من جملة الحروف المستعملة عند بعض العجم وهي ايضا في اللغات الافرنجية ولكن ليس لها رسم مخصوص وانما ترسم بصورة السين ولو عرف المصنف ان لغة اهل يابان تشتمل على ثمانية واربعين حرفا هجائيا لما قال ذلك وهذا الوهم سرى اليه من الصفاني فانه حكى في العباب ما نصه ابن عباد الخليل دكنكص اسم نهر بالهند وفي هذا الكلام نظر من وجوه. احدها ان الخليل لم يذكره. والثاني ان الصاد لا توجد في لغة اهل الهند وكذلك لغة العجم قاطبة واصطلحوا على ان يقولوا للمئة صد وكذلك الى التسع مئة. والثالث انى شرقت وغربت في الهند نيفا واربعين سنة وشاهدت اكثر انهارها وبلغني اسماءها لم اشاهد منها وهي تربى على تسع مئة نهر فلم ار هذا النهر ولم اسمع به غير ان لهم نهرا عظيما اذا زاد الماء يكون عرضه فرسخا واذا نقص يكون مثل عرض دجلة في زيادة الماء وكفار الهند يحبون اليه من جميع اقطار الهند فيتبركون به ويحلقون عنه رؤوسهم ولحاهم ويسرحون فيه موتاهم على السرر رجاء تمحيص ذنوبهم على زعمهم ومن احرقوه من موتاهم يذرون رماده فيه وهو من اشهر انهارهم واسمه كندفان كان وقع فيه التحريف والا فليس في الهند نهر اسمه دكنكص انتهى. وهنا نظر من عدة اوجه. احدها ان قول المصنف واصطلحوا على ان يقولوا للمائة صد يوهم ان الضمير في اصطلحوا يرجع الى العرب على ان الفصيح ان يقال وانما اصطلحوا وفيه ايضا انه يشعر بان ذلك كان من قبيل الاتفاق لا من قبيل الوضع. الثاني ان قول الصغاني في لغة العجم قاطبة يشمل جميع الامم غير العرب وقوله واصطلحوا يرجع الى الفرس خاصة. الثالث ان قوله ومن احرقوه من موتاهم الخ يشعر بان بعض موتاهم يحرق وبعضهم يلقى في النهر على السرر الى ان يبلى فيه. الرابع ان الذين يحلقون عنده رؤوسهم ولحاهم انما هو بقصد ان يستعملوا مآءه في الحلق. الخامس ان اصل الهند يقولون لهذا النهر كنكا بالكاف الفارسية وكند تحريف. السادس ان صاحب اللسان لم يذكرمادة دكص. الكيموس الخلط سيريانية وهي عبارة قاصرة جدا فانه عرف الخلط بالكسر بانه السهم والقوس المعوجات والاحمق وكل ما خالط الشئ ومن التمر المختلط من انواع شتى ج اخلاط الى ان قال واخلاط الانسان امزجته الاربعة وتمام الخلط في الخلط انه بعد ان نص على انه بالكسر وذكر السهم والقوس وقال وبكسر اللام فيهما وزد على

<<  <   >  >>